حينما سيكتب تاريخ الاخراج المسرحي في مصر على مدار العقود الثلاثة الماضية، (وهو ما لا يحدث عادة نتيجة لوقوع بعض الباحثين والمؤرخين تحت سطوة انشغال الاعلام بالممثلين وانشغال نقاد الادب بدورهم بالمؤلفين الدراميين)، سيتوقف المؤرخ الجاد طويلا امام اسم عصام السيد. ولن يكون هذا فقط لتميز اعماله المختلفة والمتنوعة على مدار مشواره الفني، بل ايضا لثقافته الواسعة وحسه السياسي والاجتماعي العميق (حتى وان خالفه البعض في القناعات المؤطرة لهذا الحس) وكلها امور تجعل منه نموذجا متفردا بين الكثير من ابناء جيله، بحيث مكنته من ان يصل الى وعي حاد وثاقب بضرورة ان يمتلك المخرج مشروعا فنيا واضح المعالم دون جمود بل دائم التطور والتفاعل مع متغيرات الواقع ومقتضياته. وهو لا يطبق هذا الوعي على اعماله هو فقط، بل تراه يبحث عنه في دأب وموضوعية مثيرة للاعجاب في اعمال تلاميذه و اقرانه على حد السواء