عصام السيد

مخرج مسرحي

في بیتنا شبح تكتبھا آمــــال بكیـــــر الاحد 04 مارس، 2012

یعاود المسرح القومي ـ أقدم وأعرق مسارحنا ـ تقدیم عروضi بعد فترة طالت إلي حد ما لیعرض لنا مسرحیة باسم في بیتنا شبح بمسرح میامى ، المهم هنا هو اسم كل من المؤلف والمخرج فالمؤلف هو الكاتب المبدع الموهوب لینین الرملي والمخرج هو أیضا الفنان المبدع الموهوب عصام السید الذي یعمل حالیا رئیسا لقطاع الفنون الشعبیة والاستعراضیة، إلي جانب عشقه الأساسي في الفن وهو الإخراج ، وأظن كثیر منا لا یزال یذكر المسرحیة الشهیرة التي طال وقت عرضها لأكثر من عامین بالمسرح القومي في سابقة هي الأولي من نوعها وهي مسرحیة أهلا یا بكوات لهذا الثنائي. إذا لدینا المقومات الرئیسیة لعرض نضعه في خانة العروض المتمیزة وهو عرض في بیتنا شبح. فماذا عن هذا العرض؟ سأبدأ بالطبع بالتألیف الذي أكد لي لینین الرملي أنه كتب هذا النص في مایو2005 ،فهو إذن لیس من تلك العروض العدیدة التي شاهدناها خلال هذا الموسم خاصة بثورة52 ینایر ولكن باعتبار الفنان الكاتب یستشرف المستقبل أو ینفذ بفكره إلي المستقبل فكان أن جاءت هذه المسرحیة معبرة عن الحالة التي نعیشها حالیا والتي یمكن تلخیصها في أن الجهل هو السبب الأول والرئیسي فیما نحن فیه حالیا. الأشباح لیس لها وجود سوي عند ذوي التركیبات المخیة الفارغة والأشباح هي ما نحن علیه من جهالة. أیضا طمع غیر محدود بالمال لا یقابله الذكاء الحقیقي الذي یؤدي إلي الحصول علیه وهذا من خلال هذا المنزل أو القصر الذي تركه الجد لأحفاده الذین تجمعوا للاستماع الي وصیته التي اتضح فیما بعد أنه لم یترك مالا ولكن ترك دیونا.. ثم ترك هذا المنزل لیقسموه أو یقیموا فیه ولكن ما العمل والقصر أو البیت تسكنه الأشباح؟ هل هذا البیت هو مصر.. هل هذا البیت هو بیتنا الذي سیحترق؟ هل هذا المنزل یظهر لنا مدي ما نتمتع به من جهل وخرافة؟

نص بدیع في اتجاه الكومیدیا الخفیفة الذكیة ولن أقول الكومیدیا السوداء، فماذا عن الإخراج؟  قام به عصام السید لیقدم حركة للمجامیع جیدة وأیضا حركة خاصة لبعض الممثلین، كما استعان بدیكور متمیز لحازم شبل وأیضا مؤثرات صوتیة إلي جانب موسیقي تصویریة رائعة ضاعفت من إحساسنا كمتفرجین بالخوف أما الإضاءة فهي لواحد من أشهر من یصممها وهو عاصم البدوي. فماذا عن الممثلین؟

لدینا نقیب الممثلین أشرف عبد الغفور في دور یحمل الكثیر من الكومیدیا التي قلما نشاهد مثلها ولدینا ماجد الكدواني الفنان الصاعد أو لنقل أنه صعد بالفعل، ثم سامي مغاوري وسلوي عثمان مع محمد رضوان ووصال عبد العزیز ویاسر الطوبجي وبیومي فؤاد والسید هنداوي وكمال سلیمان وأمیرة عبد المنعم وحسن حمدي في دور بسیط ولعل الغ اربة في هذا العمل أن جمیع الممثلین والممثلات كانوا في أحسن حالات الأداء والفهم لشخصیة كل منهم، وأخص بالذكر سامي مغاوري وماجد الكدواني لكن ثمة ملحوظة وهي أن معظم الممثلین هنا من خارج المسرح القومي وهي الفرقة التي قدمت العرض